
سائقو سيارات أجرة يتحايلون على القانون
هسبريس
في محطات سيارات الأجرة بعدد من المدن المغربية تفرغ الخطوط ذات الأمدين المتوسط أو البعيد، بشكل مفاجئ، من أي سيارة أجرة، قبل الساعة الثامنة ليلا، وهو الوقت المحدد لزيادة 50 في المائة على التعريفة العادية المعمول بها نهارا.
لا يعرف كثير من المواطنين أن سبب الاختفاء المفاجئ لسيارات الأجرة سببه بحثُ سائقيها عن ربح إضافي، ويعتقدون أن اختفاءها راجع إلى قلّتها بسبب زيادة الإقبال في الفترة المسائية، بينما الحقيقة شيء آخر.
يقول سائق سيارة أجرة يشتغل في الخط الرابط بين مدينتي إنزكان وبيوكرى إن السائقين، الذين يختفون ابتداء من الساعة السابعة والنصف مساء، يركنون سياراتهم في مواقع مختلفة داخل المحطة، أو يتركونها رابضة في الخطوط التي يؤمّنونها، وينصرفون إلى المقهى أو إلى أي مكان آخر في انتظار وصول الثامنة، بهدف كسب زيادة 50 في المائة إضافية من الأرباح، مضيفا “أنا لا أفعل مثلهم لأن تلك الأموال حرام”.
ولا يولي السائقون المتحايلون على القانون المنظم لعمل مهنيي سيارات الأجرة أي اعتبار لظروف الركاب المنتظرين، الذين لا يلجأ أغلبهم إلى مراكز الشرطة المتواجدة في المحطات أو بالقرب منها.
وحتى في حال سلوك المسطرة القانونية، فإن الشرطة عندما تحضر إلى عين المكان لا تجد السائق المشتكى به، بسبب تواريه عن الأنظار، وعندما يعود يتذرع بأسباب مختلفة يبرر بها غيابه.
وفي هذا الإطار يقول إدريس احريحر، عضو جمعية مهنيي سيارات الأجرة الكبيرة بالقنيطرة، إن اختفاء سائقي سيارات الأجرة في انتظار حلول التوقيت المحدد لزيادة 50 في المائة على التعريفة العادية “سلوكات مرتبطة بالعنصر البشري”، مؤكدا أن هذا السلوك غير قانوني.
وأضاف احريحر، في تصريح لهسبريس، أن ضبط سلوك هذه العينة من السائقين مسألة صعبة من الناحية القانونية “لأن السائق يمكنه أن يتحجج بكونه كان مشغولا بقضاء غرض معين، وبالتالي فمن الصعب ضبط هذه المسألة”.