ماذا عن نتائج حوار الخماسية مع الداخلية بعد تقديم فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب مقترح قانون لإعادة النظر في مأذونيات سيارات الأجرة ؟

لا يجادل اثنين حول أهمية قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة في تأمينه النقل والتنقل لشرائح واسعة من المواطنات والمواطنين داخل المدن وبينها ومساهمته الحيوية في الدورة الاقتصادية من خلال ضخه لمبالغ مالية مهمة في ميزانية الدولة و دوره الاجتماعي البارز في توفير الشغل لفئة عريضة من السائقين المهنيين والمستغلين برغم من أنه يصنف ضمن القطاعات غير المهيكلة التي تعيش حالة من الفوضى والارتجال والتسيب و الهشاشة ومرتعا لمختلف الإشكاليات والتعقيدات والاختلالات ومجالا خصبا لاقتصاد الريع والامتياز والمضاربة سيما في ظل غياب قانون مؤطر ومنظم للقطاع يحدد الحقوق والواجبات ويضمن استقرار الشغل واستمراريته ويحقق الحماية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم ويقطع مع اقتصاد الريع والامتياز ويضمن تكافؤ الفرص والانتصاف والمساواة و يكون مقدمة للنهوض بالأوضاع المهنية والاجتماعية والاقتصادية لمهنيي سيارات الأجرة الذين يعيشون وضعية اجتماعية ومهنية صعبة ومزرية نتيجة هذه الاكراهات السالفة الذكر .

في هذا المناخ المعقد وفي زمن الجائحة وفي ظل عدم ظهور مخرجات حوار الخماسية مع الداخلية إلى حد ألان رغم انتظارات وتطلعات المهنيين لنتائجها وأيضا حوار الداخلية مع الخماسية والسداسية حول مشاكل سيارات الأجرة في زمن الجائحة والذي أيضا لم تظهر نتائجه للمهنيين وفي سياق وطني عام يتميز بالتحضير للاستحقاقات الانتخابية القادمة في هذه الأجواء تأتي مبادرة النقابة الوطنية لقطاع سيارة الأجرة التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية التي أعدت مقترح قانون يقضي بتغيير وتتميم الظهير الشريف رقم 1.63.260 بشأن النقل بواسطة السيارات عبر الطرق والذي تقدم به فريق العدالة والتنمية بتاريخ 04/01/2021 ويسعى المقترح في العمق إلى تحرير قطاع سيارة الأجرة بخصوص منح الماذونية مشددا على وجوب احترام شروط المساواة وتكافؤ الفرص بين المرشحين المتوفرة فيهم الشروط و الراغبين في نيل رخصة النقل بواسطة سيارات الأجرة عبر التنصيص على شروط جديدة لتنظيم عملية الاستغلال وتسليم الرخص عبر نص تنظيمي مشترك بين وزارتي الداخلية والنقل

وبالعودة من جهة أن مقترح القانون المذكور يتجاهل واقع قطاع سيارات الأجرة ويعكس وجهة نظر احد الأطراف النقابية وان أي قانون تنظيمي للقطاع لا جدوى منه إذا لم يكون محط نقاش عمومي بين المهنيين وممثليهم وجميع المتدخلين وخاصة (وزارة الداخلية –وزارة النقل – وزارة العدل -وزارة المالية – وزارة الشغل ) فالقانون يجب أن يكون قادرا على معالجة جميع الاختلالات والتعقيدات المتعلقة بجميع المتدخلين في منظومة قطاع سيارة الأجرة بصفة واقعية ومنطقية وعملية علما أن مسطرة تغيير وتتميم الظهائر الشريفة تأخذ وقتا طويلا كما وقع مع مدونة السير وان الفصل الثاني من الظهير الشريف لسنة 1963 بالإضافة إلى الدوريات الوزارية والقرارات التي أعطت للسلطات المحلية الحق في التشريع وسن الضوابط لتنظيم قطاع سيارات الأجرة وكسبيل المثال أن الداخلية وضعت العقد النموذجي عوض العرفي والقرار العاملي وتفويض الاستغلال وان وزارة الداخلية هي التي تسلم الماذونيات وان السائق يشتغل بواسطة رخصة الثقة لا غير وان البطاقة المهنية عديمة الجدوى ولا تخول لحاملها أية ميزات تذكر كما أن المقترح يركز على العلاقة التعاقدية والاستغلال ولم يتطرق إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والحماية الاجتماعية للسائق المهني .

وبغض النظر إلى كل هذه الملاحظات والخلفيات ولنسلم أن هذا المقترح يسعى لتقديم بديل لتأهيل هذا النشاط المهني الحيوي وإخراجه من دائرة الفوضى والتسيب والريع والمضاربة لكنه حسب بعض المهنيين يسقط من حيث لا يدري عندما يشدد على حصر رخص استغلال النقل بواسطة سيارات الأجرة للسائقين المهنيين وفق شروط أليس هذا ريع بدوره وإقصاء لباقي المواطنين والمواطنات الراغبين في الاشتغال في هذا القطاع وهم ليسوا سائقين ؟ أليس هذا أيضا يعتبر مس بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين والمواطنات ؟ لماذا لا يقر المقترح بكوطا تحفيزية لفائدة السائقين للانتقال من السائق المهني صفر حقوق إلى السائق المهني الذي يملك وسيلة عمله كآلية للتميز الايجابي وللانتصاف المهنيين دون المس بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع الراغبين في العمل في القطاع ؟ وهناك من المهنيين من يرى أن لا ينظر إلى هذا القطاع من زاوية ضيقة وحصره في الشق الاجتماعي والمهني بل يجب أن ينظر إليه من الجانب الاقتصادي كمجال حيوي للاستثمار وفق دفتر التحملات شفاف وواضح يفتح المجال للراغبين في الاستثمار في هذا القطاع من خلال تقديمهم لأفضل العروض وتمكين العاملين من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والحماية من البطالة وفقدان الشغل ضمان استقرار الشغل واستمراريته والعمل على تأهيل وضعية العاملين الممارسين الحاليين ومصاحبتهم في أفق زمني أقصاه خمس سنوات لوضع حد لهذه الوضعية المختلة وهل نتائج حوار الخماسية مع الداخلية تتضمن هذه التعديلات المقترحة على المادة الثانية من ظهير 1963 بشان النقل بواسطة السيارات عبر الطرق من طرف احد الاطراف النقابية التي هي ضمن الخماسية ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock