ظاهرة الموت المباغت للعديد من مهنيي سيارات الأجرة تستوجب التأمل والمسائلة
عبد العزيز الداودي
في ظرف اقل من اسبوع لقي ثلاثة أشخاص من مهنيي سيارات الأجرة مصرعهم بوجدة. اثنان منهم اثناء مزاولتهم لمهامهم.واخر اصيب بجلطة دماغية بعد أن أنهى دوريته في العمل ويطرح هذا الموت المفاجئ العديد من الأسئلة أهمها مرتبط بطبيعة الظروف القاسية للعمل وبهشاشة العلاقات الشغلية الغائبة اصلا عن قطاع سيارات الأجرة والذي يشغل أزيد من 200000مهني حسب الاحصائيات الرسمية لوزارة الداخلية.ومع ذلك مهنيوه محرومون من ابسط الحقوق التي يكفلها تشريع الشغل واهمها الحد الادنى للاجور وتحديد ساعات العمل ثم الراحة الأسبوعية والعطل الى غير ذلك.والاكيد ان للضغوط الكبيرة التي يعاني منها المهنيون الأثر الكبير على نفسيتهم ومعنوياتهم وعلى مختلف اعضاء الجسم من قلب وشرايين ودماغ وانسجة وعظام واوعية الى غير ذلك. ويزداد الخطر الداهم حين يعاني السائق من المرض ولا يستطيع الذهاب الى طبيب اختصاصي او الى المستشفيات العامة التي نحن على علم بالنقص الحاد التي تعانيه في الموارد البشرية وفي المستلزمات الطبية .ليبقى بعدها يعاني في صمت لا يبوح لاحد بما ينتابه من الم او صداع حتى تصيبه نوبة قلبية أو جلطية دماغية لا تترك له الوقت ليسترد عافية. مسؤولية السلطات العمومية في الحملات الصحية والتحسيسية لفائدة مهنيي سيارات الأجرة تبقى بالغة الأهمية على اعتبار أن الوقاية قد تكون افضل من العلاج ذاته.كما ان اخضاع السائقين المهنيين الى دورات تكوينية في مجال الاسعافات الاولية قد تكون نتيجته انقاذ ارواح المهنيين. هي وصفات اذن ليست مكلفة لكنها مع ذلك قد تحد من ظاهرة الموت المفاجئ للعديد من مهنيي سيارات الأجرة
Écrire à Daoudi Aziz