ما الجدوى من الحديث عن تكريس المهنية دون ضمانات لاستمرارية العمل للسائق والمستغل ؟

في سياق النقاش العمومي لآخر مستجدات الساحة الوطنية المهنية المتعلقة أساسا بمخرجات حوار الخماسية مع الداخلية المتضمنة في محضر اتفاق والتي أصبحت تشكل أرضية خصبة للنقاش العمومي بين المهنيين والهيئات الممثلة لقطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة حول سبل إعادة تأهيل القطاع وإصلاحه انطلاقا مخرجات محضر الاتفاق الرامية إلى تكريس المهنية وضبط شروط الاستغلال والولوج إلى المهنة واستمرارية منح دعم تجديد الأسطول و الانخراط في الحماية الاجتماعية وفق القانونين 15/98 و 15/99 في أفق تجويدهما وبالنظر إلى التأويلات والقراءات المختلفة لمضمونه وبغض النظر عن المواقف المسجلة سواء الايجابية او السلبية فان المحضر ساهم في التسريع في خلق حركية و ديناميكية تنظيمية ومطلبية ملحوظة وعودة التحالفات والاصطفافات بين الهيئات الممثلة للقطاع ورفع من الوعي المهني بحقوقه الاجتماعية والاقتصادية وانطلاق سلسلة من النقاش العمومي المثمر الذي ساهم إلى عودة الدفء للعمل النقابي والجمعوي للهيئات المهنية وبروز ملفات وإشكاليات وتعقيدات تهم المهنيين لم يتم معالجتها وخاصة ما يتعلق بضمانات استقرار العمل واستمراريته سواء بالنسبة للسائق أو المستغل وفي هذا الإطار يثير المهنيون تخوفاتهم بخصوص الإشكاليات والصعوبات التي تواجههم للاستمرار في العلاقة التعاقدية سيما وان العديد من المهنيين كانوا ضحايا الأحكام القضائية الصادرة في حقهم والقاضية بإرجاعهم للماذونيات لأصحابها مما جعلهم يعيشون حالة من التشرد والفقر وفقدان مورد القوت الوحيد الذين يعتمدون عليه لتوفير لقمة العيش أو ضحايا السماسرة والمضربين وبالنظر إلى الواقع المعقد الذي يعيشه القطاع نتيجة العشوائية والفوضى والعبث والارتجالية التي تطبع القطاع كمجال خصب لاقتصاد الريع والامتياز والسمسرة ومما يزيد الأمر تعقيدا أن مطلب تقين المهنة الذي ينادي به الجميع و يعول عليه المهنيين لانتشالهم من البطالة والإقصاء والتهميش والحرمان من الحق في العمل واستمراريته و سبل العيش الكريم والكرامة والعدالة الاجتماعية والانتصاف والولوج إلى الحماية الاجتماعية الكاملة والتمتع بالحق في التغطية الصحية والتعويضات العائلية والتعويض عن فقدان الشغل والتقاعد عوض الالتفاف على هذا المطلب الحيوي يبقى مصير المهنيين افتراش الأرض قبل محضر اتفاق الخماسية مع الداخلية أو بعده و في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي يبقى السائق المهني حميد أغشوي نموذج حي للإقصاء والحرمان والتهميش يخوض معركته البطولية أمام عمالة الخميسات وهو يفترش الأرض ومعهم العديد من المهنيين المتضامنين والذين دون استمرارية العلاقة التعاقدية بشكل واضح لربما ينتظرون أن يأتي عليهم الدور ويعيشون نفس المحنة والتجربة .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock