وزارة النقل تفشل في تركيب “أحزمة السلامة” بحافلات الربط بين المدن

خلال لقاء لتقديم التدابير الاستعجالية المتعلقة بالسلامة الطرقية لتخفيض عدد ضحايا حوادث السير في المغرب، سنة 2015، وعَد نجيب بوليف، الوزير المنتدب المكلف بالنقل آنذاك، بأنْ يدخل قرار وضع حزام السلامة بالنسبة لركاب حافلات النقل بين المدن حيز التنفيذ ابتداء من سنة 2016.
بعد مرور خمس سنوات مازال الوعد الذي أطلقه بوليف بحماس كبير، إذ أكد أن الحافلات ستخضع للمراقبة قبل مغادرة المحطات، حبرا على ورق، إذ لا يُستعمل حزام السلامة داخل الحافلات إلى حدود الساعة، بل إن نسبة كبيرة من الحافلات لا تتوفر على هذه الأداة التي تُعدُّ من أبرز الوسائل التي تحد من ضحايا حوادث السير.
وفي سنة 2018، عاد بوليف ليصرح من داخل محطة القامرة بالرباط، بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من حوادث السير، بأن حافلات النقل بين المدن سيتم تجهيزها بشاشات لعرض شروح حول تعليمات السلامة قبل انطلاقها من المحطات.
وأكد الوزير السابق أن هذا الإجراء، الذي اعتبر أنه “سيجعل الحافلات مثل الطائرات”، يهدف إلى تحسيس المسافرين باحترام شروط السلامة أثناء السفر؛ غير أن الإرشادات التي تحدث عنها لم تجد بدورها طريقا إلى شاشات الحافلات التي يفتقر عدد كبير منها أصلا للشاشات.
عدم تطبيق وضع حزام السلامة في حافلات النقل بين المدن يرجع إلى مجموعة من الأسباب، حسب رضا الحسناوي، المتخصص في السياقة المهنية، منها أن “الوزير بوليف كان يأتي بالمقتضيات المنصوص عليها في مدونة السير ويحاول تطبيقها، دون أن يضع في الاعتبار صعوبات التنزيل على أرض الواقع”.
وتابع الحسناوي، في تصريح لهسبريس، بأن فشل الوزير السابق المكلف بالنقل في تنزيل استعمال حزام السلامة داخل حافلات النقل بين المدن يعود أيضا إلى كونه لم يأخذ برأي المهنيين المعنيين، مشيرا إلى أن هذا التعامل ينطبق على قرارات أخرى، ما يؤدي إلى عدم تنزيلها.
وتنص مدونة السير على إلزامية وضع حزام السلامة لسائقي حافلات نقل المسافرين ومساعديهم والركاب، لكن تطبيق هذا البند ظل حبيس السطور.
واعتبر رضا الحسناوي أن استعمال حزام السلامة في حافلات نقل المسافرين لا يكفي التنصيص عليه قانونيا والتفاوض مع المهنيين بشأنه، بل يتطلب أيضا أن يكون مواكَبا بالمراقبة، وذلك بإلزام المهنيين بتجهيز الحافلات بحزام السلامة، وإخبار المسافرين بضرورة وضعه، ثم يتحمّل المسافر المسؤولية إذا لم يضعه.
وشدد المتحدث ذاته على أهمية وضرورة إطلاق حملات التحسيس والمراقبة من أجل استعمال حزام السلامة، مشيرا إلى أن حافلات نقل المستخدمين تتوفر على هذه الأجهزة، لكنها لا تستعمل في كثير من الأحيان، “لأن الراكب لا يلتزم، فيما لا يمكن أن يفرض عليه السائق وضع حزام السلامة لأنه سيدخل معه في صراع”، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock