السائق المهني ونظريةالاختزال

علاء شهير

ترددت كثيرا قبل أن أكتب مقالا عن السائق المهني المغربي ، فأنا كمواطن مغربي أستحيي أن أرد لهذا السائق الجميل على ما قدمه من تضحيات وخدمات جليلة سواء من حيث ربط الصلة بين أفراد المجتمع ( نقل الأشخاص ) ومساعدة المواطنين على قضاء حوائجهم اليومية واحتياجاتهم الضرورية من جهة ثانية فاحتياجاتنا للسلع والبضائع الكثيرة ووصولها إلينا بشكل آمن انطلاقا من نقط الإنتاج وصولا إلى نقط الاستهلاك وزد على ذلك دليل على أننا نتكلم عن شخص استثنائي داخل المجتمع…
غير أن المؤسف اليوم هو أن هذا السائق لن يخرج من عنق الزجاجة والحصار المضروب على حقوقه ومطالبه خاصة أن هناك يدعي حمايته والرغبة في حماية مصالحه والرفع من كفاءته ومهنيته وفي الواقع يقزم وجوده ويكسر طموحه ويبخس حقوقه الطبيعية ويستنزف ثروته النفسية بلغة لاعبي الكرة ( تكسير إيقاع اللعب )
في كل مرة يشتد النقاش حول مسألة إيجابية تهم مهنة السائق نصطدم باللاعب الذي يرى أن السائق يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يصل إلى التقاعد بدون تقاعد وإلى الشيخوخة بمرض مزمن وإلى القبر من سكنه المكترى وهلم جرا …
تطوير المهارات والمكتسبات وتنمية الذات أمور مطلوبة ولكن هل الفيكس يساعد على التكوين ، هل ساعات السياقة لأكثر من 14 ساعة تساعد على ذلك وهل التصدي للقوانين التي جاءت بها مدونة السير يساعد على ذلك ، ما دور المقاولة النقلية إن لم تقم هي بتطوير المهارات وهل السائق ملزم بأداء مهام خارج المهمة النقلية مالم تكن المقاولة هي التي ستستفيد من مهاراته المكتسبة ….
والأدهى من ذلك النزيف والجرح غائر عندما نرى من يريد تكميم افواه المطالبة بحق من الحقوق ومن له صفة الجمعوي يلزمه فقط التوعية والتحسيس بتعلم القراءة والكتابة والتدريب على الحاسوب وتقنيات الوورد والإكسيل من أجل إعداد سير ذاتية بدون مقود ….
القبعة التي تدافع عن السائق المهني تحت أي غطاء يجب أن تدافع عن شرعية حقوقه كانت نقابية أم جمعوية ولكن لماذا لا تظهر لنا القبعة الأخرى وأصحابها قبعة الفيزا و الطاكيغراف وما جاورهما …..
اعرف قواعد اللعبة ومحاولات التخويف والترهيب من أجل الابتعاد عن السائق المهني ولكنه قريب منا ونحن قريبون منه شاء من شاء وأبى من أبى ودام هذا السائق فخرا فوق رؤوسنا رغما عن أنوفنا أحب من أحب وأبى من أبى ..
اما ثقافة الاختزال وتقزيم هذا السائق لن تأتي بأي نتيجة ودوره اكبر من ذلك وأي مشروع سيأتي دعوه يمر كما هو فكل واحد يمثل الجهة التي يريد تمثيلها فقط ولا يتحدث عن جهة لا يؤمن أن لها وجودا أصلا يستحق الإشادة والتنويه نظير ما تقدمه من تضحيات …
علاء شهير
إطار سابق في الشبابيك الاجتماعية للنقل الطرقي
المشرف العام لصفحة بطاقة السائق المهني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock