
أزمة النقل الحضري بمكناس.. معاناة لا تنتهي
المستقل _ مكناس
يبدو أن معاناة المواطنين مع حافلات النقل بمدينة مكناس لن تنتهي، إذ تتفاقم المشاكل يوما بعد يوم؛ بدءا من تأخر الحافلات عن مواعيدها، مرورا بمشكل الازدحام في المحطات وداخل الحافلات، انتهاء باستياء المرتفقين من الحالة المهترئة للحافلات والنقص الحاد في عددها.
وضعية النقل الحضري بمدينة مكناس، كثيرا ما تؤجج غضب الساكنة التي تشتكي باستمرار من رداءة خدمات شركة “سيتي باص” التي تتولى تدبير مرفق النقل الحضري بالمدينة، ما تراه فعاليات المجتمع المدني، فشلا من جانب الشركة في تلبية حاجيات المواطنين المتزايدة على النقل.
فضعف الخدمات يؤكد أن شركة “سيتي باص” للنقل الحضري بعد سنوات من التجربة المتعثرة بمكناس، قد دخلت في مرحلة العد العكسي بسبب تراجع مستوى أداء أسطولها الذي لم يعد كافيا من حيث العدد لتغطية كل الاتجاهات بتراب المدينة، وأن سوء وضعية النقل الحضري بالمدينة، قد تفاقم أكثر بعد تولي الشركة تغطية عدد من الخطوط خارج المدار الحضري، في الوقت الذي ظلت معظم الخطوط داخل المدينة تعاني من النقص في التغطية وعدم انتظام جولات الكثير من الحافلات، فغالبية هذه الحافلات لا تحترم المواقيت المحددة لها، مما يفرض على الركاب تحمل عبء طول الانتظار والقبول بتحمل عذاب الازدحام والإذلال داخل الحافلات وفي المحطات. كل هذا لم يحرك شعرة واحدة من رأس النائب الأول لرئيس جماعة مكناس المكلف بالتدبير المفوض لاتخاذ الاجراءات اللازمة في حق الشركة عبر المصلحة المكلفة بمراقبة وتتبع الشركة المكلفة بالتدبير المفوض للنقل الحضري والتأكد من احترام دفتر التحملات، وهو ما يطرح علامات الاستفهام حول هذا الصمت غير المبرر وغير المفهوم؟ وهل ينتظر الرجل حتى تقع الكارثة وتزهق الأرواح حتى يبادر الى اتخاذ الإجراءات، بدليل أنه خلال حادثة مدار باب بوعماير الذي خلف إصابة العديد من المرتفقين لم يكلف نائب رئيس جماعة مكناس نفسه اتخاذ أي إجراء ضد الشركة، بل بادر في خرجة غير متوقعة الى الدفاع عنها وفرض الامر الواقع على المكناسيين رغما عن أنفهم، وفرض الأمر الواقع عليهم، زد على ذلك حادث انقلاب حافلة صباح الإثنين على الطريق المؤدية إلى مولاي إدريس زرهون حيث خلف إصابات في صفوف السائق والركاب. فهل الى هذا الحد وصل الاستهتار بالسلامة الجسدية للمواطنين؟
فالمشاكل التي يتعرض لها الركاب يوميا على صعيد العديد من الخطوط هو نتيجة سوء التسيير وعدم القدرة على الاستجابة للطلبات المتزايدة على استعمال وسائل النقل الحضري بكل أصنافه. ويطالب المكناسيون بضرورة إنهاء احتكار شركة “سيتي باص” لتدبير مرفق النقل الحضري بمدينة مكناس، باعتماد صيغة تعدد الشركات، معتبرة أن الشركة أبانت عن عدم قدرتها على ضمان التغطية الكاملة لتراب المدينة والاستجابة للطلب المتزايد على وسائل النقل بسبب اتساع أطراف المدينة وتزايد عدد الساكنة.
لقد خلف تدبير قطاع النقل الحضري بجماعة مكناس، انطباعا لذا ساكنة المدينة، على أن شؤونهم المحلية تسير بشكل عشوائي وارتجالي يفتقد لمنطق الحكامة والعقلانية والغيرة على شؤون المدينة واحترام ساكنتها. وليس قطاع تدبير مرفق النقل الحضري هو الوحيد الذي يعرف اختلالات بنيوية وعملية، بل هناك كذلك قطاع النظافة الذي سيأتي الحديث عنه لاحقا.
ليتأكد المكناسيون أنهم لم يكونوا يوما من ضمن حسابات منتخبيهم أو شغلهم الشاغل، على الرغم من أنهم السبب وراء بلوغهم كراسي تدبير الشأن المحلي. فهؤلاء المدبرون للمجلس الجماعي يعتبرون المواطن المكناسي مجرد صوت لقضاء المآرب في فترة الانتخابات، فإلى متى سيتحمل المكناسيون كل هذا الظلم والإهمال المفتعل من طرف الذين تقلدوا مسؤولية تدبير الشأن العام للمدينة وساكنتها… يتبع.



