الزلزال يعطل حركية “النقل المزدوج” في مناطق بالحوز.. ونشاط “الخطافة” ينتعش

طاكسي بريس متابعة

رّب تساقط الكثير من الأحجار بسبب الزلزال العديد من الطرقات التي تشكل نقطا حيوية لعبور النقل المزدوج، مثلاً بين أمزميز وأنكال أو بين ويرغان وإيجوكاك؛ بشكل خلق حركيّة ملحوظة في “النّقل السري”.

وعاينت هسبريس عربات تحمل ركابا وتسير في طرق جبلية خطيرة مهدّدة بانزلاق الأحجار الضخمة. وحتى داخل أمزميز هناك ديناميّة واضحة، رغم أن عدد الركاب قليل في نقط تحرّك هذه العربات، مثلما بدا لنا؛ حتى إن بعض السائقين صاروا يضعون خدماتهم رهن إشارة القافلات التضامنية خلال الأيام الماضية.

وفي الصدد ذاته قال عمر، سائق مهني صادفناه في أمزميز، إن “النقل المزدوج الآن بين أمزميز وأنكال متوقف”، مؤكدا أن النقل السري هو الوحيد الذي يتيح التنقل بوفرة بين الجبال الوعرة، في سواء بعد الزلزال أو قبله”؛ وأضاف: “الزلزال ساهم في تنامي خطورة الطرق، بحيث صارت الجبال الحجرية مفكّكة، ويمكن أن تتساقط الأحجار في أي لحظة”.

وأورد عمر، وهو يتحدث إلى هسبريس، أن “السائقين مؤخرا يحملون هما كبيراً حين يمرون بهذه الطريق، سواء نحو أنكال أو من أسني نحو إيجوكاك”، مشيرا إلى أن “الوضع صار خطيرا للغاية، والعديد من السائقين صاروا يبذلون جهدا مضاعفا أثناء القيادة، ويضطرون للعمل رغم هذه الظروف، لكون لقمة العيش صعبة، خصوصا في زمن الفاجعة”.

وأكد السائق عينه أن “الخطافة” وجدوا في هذه الظرفية فرصة ليضاعفوا الأرباح، “فهم صاروا يشتغلون مع الزوار الوافدين الذين لم يعثروا على بديل للوصول إلى دواوير بعيدة بجماعة أنكال”، داعيا السلطات إلى التدخل “لكون علامات تساقط الأحجار بادية، فحتى لو لم تسقط عمليا فهي تبدو قريبة من السقوط في عدة أماكن”، وفق تعبيره.

من جانبه، قال إدريس العسري، الذي يستعمل النقل المزدوج بين الفينة والأخرى، إن “هذا النقل يقدم خدمات مهمة بالنسبة للساكنة التي تحتاج إلى التنقل نحو أمزميز، وخصوصا من أجل التسوق”، مضيفا: ” لكن هذا النقل يواجه صعوبات عدة، منها الطرق المهترئة والضيقة، التي تشكل خطرا على العربة وسائقها وركابها”.

وشدد العسري، الذي صادفناه ينتظر وصول إحدى عربات النقل المزدوج، على أن “إعادة إعمار البيوت يجب أن تصحبها تهيئة حقيقيّة للطّرق، لكي يتنامى النقل المزدوج نحو كل المناطق، ويكون للساكنة حق في ذلك”، وزاد: “ما تسبب فيه الزلزال من ضرر للطّرق يجب أن يكون الفرصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه، لضمان التنمية”.

وكشف المتحدث ذاته بدوره أنه “مادام الوضع هكذا فيبقى ‘الخطافة’ الأمل الوحيد للساكنة، لكونها في أحيان كثيرة لا تستطيع تدبير الزمن الذي يشتغل به النقل المزدوج، فتتوجه إلى النقل غير القانوني، رغم ما يشكله من خطورة، لكنها متعايشة معه، وتجد فيه مآرب كثيرة”، خاتما: “لقد عرف النقل صعوبة في الأيام الأخيرة، لكن الساكنة أصلا كانت منشغلة في الفاجعة”.

ونحن نغادر، التقينا بعبد الواحد، الذي يقود عربة للنقل المزدوج بين أمزميز ومراكش، فأكد أنه من غير الممكن بالنسبة له أن يتخذ تلك المسارات، “لكونها صعبة للغاية، وخصوصا بعد الزلزال، بحيث سمع المهنيون أن الأحجار الضّخمة تساقطت وعطّلت حركية النقل”، لافتا إلى أن “النقل السري من المستحيل محاربته هنا، لكونه وحده يصعد الجبال ويقترب من السكان”.

وأفاد عبد الواحد، وهو يتحدّث إلى هسبريس، بأن المسار الذي يتخذه يعتبر آمنا، وبأن هناك “طرقا غير معبّدة يضطر السائق إلى سلكها في مرتفعات الجبال، وهو ما يمثّل تحديا يوميا لكل سائق مهما خبر الطرق وضبط منعرجاتها الحادّة”، مبرزا أن “النقل المزدوج في الكثير من المناطق يحتاج إلى طرق مهيّأة، فيما الطرق في المجال القروي كارثية، وهذا ما رأيناه كلنا بعد الزلزال”، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock