
مواطن يطالب “نارسا” بتمكينه من اجتياز “البيرمي” باللغة الأمازيغية
ط/ب/م
في خطوة غير مسبوقة، وجه مواطن مغربي من مدينة بيوكرى طلبا رسميا إلى الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية “نارسا”، التمس من خلاله تمكينه من اجتياز امتحان رخصة السياقة باللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية، معتبرا أن ذلك يدخل في صميم الحقوق الدستورية التي نص عليها دستور 2011، والذي أقر الطابع الرسمي للأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب العربية.
وجاء في المراسلة التي توصلت جريدة أخبارنا بنسخة منها، أن المعني بالأمر يستند في طلبه إلى عدد من المراجع القانونية، من بينها الخطاب الملكي السامي بأجدير سنة 2001، والفصل الخامس من الدستور، إضافة إلى القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وما يترتب عنه من إدماجها في مختلف مناحي الحياة العامة.
وأوضح المواطن، الذي يستعد لاجتياز امتحان السياقة يوم الاثنين 20 أكتوبر الجاري، في مراسلته أنه تابع تكوينه بإحدى مؤسسات تعليم السياقة ببيوكرى، مستوفيا جميع الشروط القانونية، لكنه يرغب في أن يخوض الامتحان بلغة يفهمها ويتقنها، انسجاما مع روح الدستور ومبدأ المساواة في الولوج إلى الخدمات العمومية.
وتأتي الرسالة التي وصفت من قبل متابعين بأنها “سابقة من نوعها”، في سياق النقاش المتجدد حول ضرورة تفعيل الأمازيغية في المؤسسات والإدارات العمومية، بما في ذلك الوكالات والامتحانات الرسمية، كما تعكس وعيا متزايدا بأهمية المطلب اللغوي في تعزيز حضور الأمازيغية في الفضاء العام، وتيسير استفادة المواطنين الناطقين بها من خدمات الدولة دون حواجز لغوية.
ويأمل مقدم الطلب أن تتفاعل “نارسا” بشكل إيجابي مع مبادرته، وأن تشكل هذه الخطوة بداية لإدراج اللغة الأمازيغية ضمن منظومة اختبارات السلامة الطرقية، بما ينسجم مع التوجه الوطني نحو الإنصاف اللغوي والثقافي، وترسيخ التعدد الذي يميز الهوية المغربية في بعدها الأصيل والمنفتح.