يشكل قطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة مجالا حيويا يساهم في الدورة الاقتصادية ويذر على خزينة الدولة مبالغ مالية ممنة كما انه يساهم في تشغيل شريحة واسعة من السائقين بالرغم من كونه يصنف كقطاع غير مهيكل تعمه الارتجالية والفوضى والعبث والعشوائية فانه يؤمن النقل والتنقل داخل المدن وخارجها و يؤمن وصول المواطنات والمواطنين الى وجهاتهم بكل انسيابية حيث انه كان ولوج السائق للمهنة في السابق يمر عبر التوفر على التزام من المستغل لسيارة الأجرة من اجل الترشح لاجتياز اختبار الحصول على رخصة الثقة ويقوم السائق المترشح لولوج مهنة سياقة سيارة الأجرة بجولات ميدانية من اجل معرفة الأحياء والشوارع والأزقة قبل اجتياز اختبار المؤهل لسياقة سيارة الاجرة وعند حصوله على رخصة الثقة يذهب رفقة أسرته عند احد أصحاب الطاكسيات من اجل طلب العمل وهو يحمل معه الحلاوة المتمثلة آنذاك في السكر والحليب وكانت العلاقة ما بين السائق والمستغل تسودها الثقة الكاملة وكان نظام العمل يقوم على الرابعة وبعد ذلك تحول إلى الثالثة وكان كل طرف يأخذ نصيبه وكان التراضي والثقة والتوافق ونوع من الأسرية تجمع بين السائق والمستغل لكن عندما انعدمت الثقة بين السائق والمستغل أصبح نظام العمل المعمول بقطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة هو اليومية الروسيطا وهي كلمة أصلها فرنسي تم تحويلها إلى لغة الدارجة أي “الدخل” وهي تفيد في نظام العمل بقطاع سيارات الأجرة النصيب اليومي الذي على السائق أن يقدمه للمستغل عند نهاية كل يوم عمل وهو يختلف بحسب أهمية الدخل اليومي بكل منطقة وكذلك حسب فصول السنة وعموما الروسيطا تحدد بناء على عدة عناصر تتعلق بتكاليف الاستغلال كواجب التامين وكراء الماذونية وأقساط القروض البنكية المتعلقة بتجديد المركبة و الحلاوة التي دفعها المستغل لصاحب الرخصة وتبنى على أهمية العائدات اليومية لسيارة الأجرة بمنطقة اشتغالها وأيضا حسب وضعية السيارة هل هي جديدة أم قديمة نوعيتها وبالنظر من جهة إلى حدة النقاشات التي تقع بين الفينة والأخرى ما بين السائق والمستغل حول قيمة الروسيطا العادلة التي يتوجب العمل بها والتي قد تختلف حتى داخل نفس منطقة الاشتغال ومما يزيد الأمر سوءا أن اختلال العرض والطلب ووجود جيش احتياطي من السائقين الذين لا زالوا في رعيان شبابهم وقادرين على العطاء والعمل المستمر والعمل بالروسيطا دون نقاش أو جدال مع المستغل فان السائقين القدامى أمام هذه الوضعية يجدون أنفسهم مضطرين للعمل بالروسيطا المعمول بها بمنطقة اشتغالهم للحفاظ على فرصة العمل الأساسية التي يعتمدون عليها لكسب قوتهم اليومي .
وبالنظر إلى الاستياء الشديد الذي يبديه السائق المياوم بقطاع النقل بواسطة سيارات الأجرة بخصوص نظام العمل باليومية الروسيطا التي يعتبر أنها تفرض عليه لانه يكون في وضعية لا تسمح له بمناقشة قيمتها التي يجب التوافق حولها مخافة أن يفقد فرصة العمل التي يحضا بها وهناك أيضا من يعتبر أن الروسيطا عنوان لاقتصاد الريع والامتياز والاستغلال والعبودية في أبشع صورها.